الدبلوماسية الطريق الامثل لقول (لا) إلى الرجل



ينشأ الرجل منذ صغره على ان السلطة الذكورية تمنح الرجل الحقوق كافة وتعطيه الوصاية على المرأة وبالتالي لا يسمح لزوجته بإعتراض تصرفاته أو حتى ابداء رأي مخالف وهو غالباً لا يكترث لكلامها لذلك فإن المدلول النفسي لهذا السلوك يكون في معظم الحالات جراء التربية في كنف أب لا يعطي أهمية لرأي الأم.. ترى أيتعين على المرأة أن لا تقول لا لزوجها؟ وهل تركتب جريمة معنوية في حقه إذا أبدت رفضها لبعض أفكاره أو تصرفاته؟ وما الوسيلة المثلى لتعبر عن رفضها أمراً ما دون اثارة لأعصاب الزوج؟




ان الرجل العربي لا يتمتع بالديمقراطية الكافية التي تؤهله لقبول الانتقاد من زوجته ومع ان الدين يدعو الى التشاور إلا ان الرجل ديكتاتوري بطبعه فلا يتحمل سماع كلمة (لا) من زوجته هذا التسلط على آراء الزوجة ومصادرة أفكارها يؤدي إلى خلق فجوة تزداد عمقاً مع مرور الوقت ليحدث أحد أمرين أما ان تستسلم المرأة وتخضع لأفكار الزوج ليكون دورها سلبياً في تنشئة الأبناء أو في تخطيط مسار الأسرة وأما أن تنتفض معلنة كلتا الحالتين وبالأعلى حياة الأسرة إذ ينشأ صراع مجال للخلاص منه إلا بالانفصال.



ليس المطلوب من المرأة أن توافق على كل شيء إذا كان الرفض المباشر غير مستحب أي ان في امكانها أن تفرض شخصيتها تدريجياً وتبدي رأيها المغاير بطريقة ذكية بحيث تركز على الأمور الخاصة بها مباشرة كإدارة المنزل وتربية الأولاد ثم تجعل الحوار الهادف مع زوجها صيغة للتشاور بعيداً عن الشجار كما ان الزوج الأكثر اطلاعاً على تجارب الآخرين قادر على تفهم هذه العلاقة لأن شخصيته غالباً ما تكون متحررة من أية عقد قد توهمه بأن شخصيته لا تكتمل إلا اذا سادت قراراته.



المجتمع الشرقي يرتبط السلوك الذكوري بمفردات معينة تدخل في صلب موروثاتنا نجد المرأة في مجتمعنا غير قادرة على الامساك بزمام الامور في كثير من الاحيان نتيجة لعدم التوافق والتشاور في الآراء وبالتالي يقع على كاهلها عبء ثقيل فلا تجد ما تعبر به سوى الشجار او الانزواء فترفض الكثير من الامور لكنها لا تتمكن من تحقيق أية نجاحات فيها لاستبداد الرجل وعم اهتمامه برأي الزوجة وعلى المرأة والحالة هذه ان تعبر عن رأيها بأي شكل من الاشكال لتفرغ طاقتها حتى وان اضطرت الى ان تبوح بذلك لأحد المقربين منها إذا استعصى عليها أن تواجه زوجها ومن جهة اخرى على المرأة ان تتبع سياسة المد والجزر كي توصل رأيها او اعتراضها على امر ما دون ان تشعر الشريك بنبرة الرفض في عباراتها وعلى الرغم م انه ليس سهلاً الاستعاضة عن كلمة (لا) بعبارة أخرى الا ان الحكمة مطلوبة والدبلوماسية هي الطريقة المثلى للتحاور مع الرجل المتشبث برأيه واذا لم تنفع معه هذه الحيلة تستطيع المرأة ان تعبر عن الرفض بالصمت وذلك بأن لا تجيب ولا تعلق على الموضوع ابداً وهو بدوره سيلاحظ ان كلامه لا يرضيها وان رأيه غير مقبول الامر الذي يشجعه على المناقشة والتفاهم بعيداً عن الرفض السلبي والخضوع الاعمى